نسمات للعقول الراقية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


نحن لا نملك تغيير الماضي و لا رسم المستقبل ..فلماذا نقتل انفسنا حسرة على شيئ لا نستطيع تغييره؟لذا علينا رسم أهدافنا من أجل الفائدة لنا ولغيرنا فشاركونا فيها ...
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 ام المؤمنين

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin



المساهمات : 34
تاريخ التسجيل : 14/07/2014

ام المؤمنين Empty
مُساهمةموضوع: ام المؤمنين   ام المؤمنين Emptyالسبت يوليو 26, 2014 5:34 pm


ام المؤمنين 30225810

عمل المرأة حقٌ من حقوقها في الإسلام ، كما أنّ مسئوليتها تجاه أسرتها واجبٌ من واجباتها ، فمتى ما تعرّفت المرأة على حقوقها و واجباتها في الإسلام سَهُلَ عليها استنباط المعادلة التي تنطبق على حياتها اليومية.
و هنا نتوقف لنتعرّف على قدوةٍ إسلاميةٍ تمكّنت من أن توازن بين أدوارها و واجباتها بكلّ اتقانٍ و أمانة، ألا وهي السّيدة خديجة بنت خويلد رضي الله عنها. و ممّا لا شكّ فيه أن كلّ امرأةٍ تضع السّيدة خديجة بنت خويلد كنموذج تقتدي به سوف تجد ذاتها و تحقّق المعادلة الصحيحة.
فقد كانت رضي الله عنها أرملةً ثمَ زوجةً لأعظم الخلق رسول الله عليه الصلاةُ و السلام، و سيدةَ أعمالٍ و أمّا".

المرأة التي تعول أسرتها :

السّيدة خديجة بنت خويلد الأرملة و الأم لثلاث أطفال (ولد و بنتان) من زيجتين قبل زواجها برسول الله صلى الله عليه وسلم امرأة عالت أسرتها و لم تعتمد على غيرِها في كسبِ رزقها و رزق أولادِها، لم تستسلم لظروفها و لم تسألْ عن معونة من مجتمعِها، بل على العكس هي التي ساهمَت في تنمية اقتصادِ مُجتمعِها من خلال استثماراتها و خوضها مجال المال، و أصبحتْ سّيدة أعمال باشرت أعمالها بنفسِها و بإتقانٍ تامّ، حتى أصبحت أغنى تاجرةً في الجزيرةِ العربيّة تتنافسْ مع كبارِ رجالِ أعمالِ قُريْش.

​سيدة الأعمال :

كسيدةِ أعمالْ، عُرِفَت السّيدة خديجة بنت خُويلد في أوساطِ المجتمعْ التِجاري بالأمانة و الرؤْية الثاقِبة و الاستراتيجّية الواضِحة، فكانت رضيَ الله عنْها مُتَوازِنَة في تَعامُلِها مع الرّجُل مُدرِكةً حُدودْ و آداب التعامُل معه في بيئةِ العمَل، ممَا أكسَبها لقب " الطّاهِرة " في قُرَيْش.
مارسَت السّيدة خديجة بِنتُ خُويلد منذ أكثرْ من 1400 عاماً مُعظم أساليب التجارةِ الناجِحة، و التي لو تمّ الكشْفُ عنْها و استنباطِها مِنْ النُصوصْ لتبيّن أنّها مُماثِلة للمنهجيّات التي تُدرّسْ في الجامِعَات العالميَة اليوم. فقدْ كانتْ تُستخْدم أجوَد الطُرُق لإدارةِ أعمالِها و وسّعتْ تِجارتَها من المَحلّية إلى الدُوليّة بَعدْ انتِشارْ تِجارتَها و زِيادة أرباحها محلّياً.
​ ​
إدارة الموارد البشرية :

عِندما قرّرت السّيدة خديجة بنت خويلد الدُخول في الأسواقْ الدوليّة، أدرَكتْ رضيَ اللهُ عنْها احتِياجِها لِتوسيعْ المَوارِد البشريّة العامِلة لديْها، و لاستِقطابْ مُوظفيِن ذَوي كفاءةً عاليةً للقيامِ بالتجارةِ لها في الخارِج. بدأتْ في البحثِ عن أُجَراءْ عن طريق التَسمّع و استكشافْ الكَفاءات الموجودة، فبلَغَها ما تناقلتهُ قُرَيشْ عنِ الرسولِ الكريم عليهِ الصلاةُ و السلامْ و ما يتميّز بهِ من أخلاقياتْ نادِرة مبنيّة على الصِدقِ و الأمانة فاستقطبتُه للعملِ لديها ، على الرغمِ مِن عدمْ معرِفة الرسولِ السابِقة بعالمِ التِجارة إلا أنها ركّزتْ استِقطابِها على الصِفات الإِنسانيّة و الأخلاقِ الكرِيمة، حَيثُ علِمتْ بحكمتِها رضيَ اللهُ عنْها أنَ المهاراتْ يُمكِنْ اكتِسابِها و أنَ الأخلاقَ الحمِيدة هيَ الّتي يعُولُ عليْها النجاحُ المُستدامْ.

​الحياة الزوجية :

كانت السّيدة خديجة بنِتُ خُويلِد امرأةً جَميلةً وَ غنيّة مِن عائلةً عريقةً في مكّةَ المُكرّمة . و قبلَ استقطابْ الرسوُل الكريم عليهِ الصلاةُ و السلامْ للعملِ لديْها كانتْ أرملةً لمرّتينْ و لديْها ثلاثةُ أطفالْ ، و لِمَا عُرِفَ عنْها مِن أخلاقٍ في التعامُل و طهارةُ نفس ٍ تقدّم لِطلبِ الزواجِ مِنْها العدَيد منْ سادةِ مكّة إلّا أنّها كانتْ تصرِفَهُم برفقٍ حازِم يأبَى و لا يجْرَح، متعلّلةً برغبتِها في التفرّغْ لتربيةِ أطفالِها. و عند التعامُل التِجاري عن قُربْ معَ الرسولِ الكريم عليهِ الصلاةُ و السلامْ تلمّستْ أخلاقيّاته النادِرة و الكاملِة من صدقٍ و أمانةٍ و إخلاصْ فأُعجِبتْ بهِ ، و بادرتْ بإِرسالِ صديقَتِها "نفيسة بنتُ منيَة" لتستَشفْ مدى اسِتعدادهُ للزواجِ منْها، و هذا دليلٌ على ثقتِها بنفسِها حيثُ كانتْ تتقدّم عنْه في العُمُر بحوالي خمسةَ عشرَ عاماً و تُعتبرْ أغنى مِنْه مالاً. فَبمثلِ هذا التصرُفْ تضعْ السّيدة خديجةُ بنِتْ خُويلْد "الأخلاقيَات" كأهمْ عامِل من عوامِل اختيارْ شريكْ الحياة و ليس المادياّت حيثُ كانَ بإمكانهِا اختيارُ الارتباطْ بأحدِ أثرياءِ مكّة و سادتِها ممّن يساوِيها أو يفوقُهُا مادياًّ، و لكنْ كوُنهُا امرأةً حكيمةً فقد أدركتْ أنً الحياةَ الزوجّية الناجِحة لا تُبنْى على الماديَات فقَطْ و إنّما على الأخلاقيّات في المقامِ الأوّل.​

شكّلتْ لنا السّيدة خديجة بنتُ خُويلِد بِزواجِها من الرّسُول عليهِ أفضلِ الصّلاةِ و التسليمْ النموُذجْ الإسلامي الرائِدْ في العِلاقةِ الزوجيةِ و تعدّي الأزمَاتْ. فحُبّ رسولِ اللهِ عليه الصلاةُ و السّلام للسّيدة خديجة يفوُق خيالَ العقلِ في هذا العصْر. و دعمْ السّيدة خديجة رضيَ اللهُ عنْها للرسولِ الكريم عليه الصلاةِ و السلام يرتقي فَوْق جميعِ معاييرِ و مكوّنات العلاقةِ الزوجيةِ الناجحة الحديثة ، و يجسّد ذلك معَاني كثيرة يُمكِننا الاقتداءِ بها.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://nassamat.3oloum.com
 
ام المؤمنين
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
نسمات للعقول الراقية :: عبير انثوي :: نساء مجتمع-
انتقل الى: